مدخل:
ابو نواس شاعر الكمبو ..يعرفه سكان مايو والسلمة وعيد حسين والانقاذ والقماير وراس الشيطان..فقد اشتهر الرجل بالحنكة والكلام المعسول ..ففي حياته..ما أشتري خمراً او مريستاً قط ..ولكن كان يشرب ما يشاء ..بمدح العرقي او عبار المريسة ..او بمدح البائعة ..وان لم تأخذ (المكنة) مكانها ..وعد ابو نواس بالسداد لاحقاً .
فيدخل شاعر الكمبو احدي البيوتات التجارية ..(بوهمته) المعتادة ..قائلاً:
انتِ يا ست المريسةُ (عبرينا)
وأملائي (العبَار) ملاءً وأملأينا
وأعطني (البمبر ) هذا لو سمحتي
كي لتحلو (القعدة) بين الجالسينا
يا ثريةُ قد أضاع (العرقي) عمري
وقد وجدته في مريستك سنينا
ثريا وتبدو عليها علامة الاستياء :
(كل يوم بتقول كلامك ده وتشتت)
فأعطني كل حقوقي يا أخينا
بدت الدهشة علي وجه أبو نواس واستغرب الطلب المباغت..فقال مشتتاً للانتباه:
يا ثريةُ ما دهاك اليوم قولي
ما لهذا الوجه يبدو لي حزينا
وما لذاك الرجل يبدو حائراً
أهناك (كشاةُ) علي طرف المدينة
ببسالة وشجاعة ترد ثريا قائلة:
لاتخف (يا زول وأركز)
(نحنا كشاة ما بتجينا)
فيقهقه ابو نواس ساخراً :
أين كان الامس مني يا ثريا
ألم اكن في ذلك (القسم) سجينا
ثريا بدا عليها الانزعاج والقلق وخافة علي تجارتها :
ياعزيزي خذ نصيبك هذا واذهب
أن قول (القسم) قد يؤذي (الزبونا)
فلا تكن من دون رحمة
(وما بتخلي الرحمة يوم تنزل علينا)
يتنفس أبو نواس الصعداء بعمق..وبدت عليه علامة الحزن..من افعال تلك الحكومات بحق هذه الامة:
لا عليك يا ثريةَ لا عليك
فو ال(مريسةً) هذي والصاج والعجينة
ان رأتك شركة (الوسكي) لكانت
انتجة لكِ أسم مشروبا..بأسم (المرسلينا)
فعلامة ننعت السودان ظلمة
وكل هذا النور في كلتا يدينا