البشير يؤدي عمرة التحدي

أنهى الرئيس السوداني عمر حسن البشير زيارة سريعة إلى السعودية اليوم الأربعاء قام خلالها بأداء مناسك العمرة، في تحد جديد لأمر الاعتقال الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية بحقه الشهر الماضي بزعم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور.

وهذه خامس زيارة خارجية للبشير منذ صدور مذكرة الاعتقال في الرابع من مارس الماضي، حيث زار كلا من إريتريا ومصر وليبيا وقطر.

وقالت وكالة الأنباء السعودية إن البشير أدى مناسك العمرة في مدينة مكة المكرمة.

وكان البشير قد وصل إلى جدة قادما من العاصمة القطرية الدوحة، حيث حضر القمة العربية التي عقدت هناك، وحصل فيها على دعم قوي من باقي القادة والزعماء العرب.

ولم يلتق البشير العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، حيث يحضر الأخير قمة العشرين المنعقدة في لندن.

وكانت رحلته إلى العاصمة القطرية الدوحة يوم الأحد الماضي أطول رحلة له في الخارج وأكثرها خطورة، وزيارته للسعودية توفر له رحلة عودة أقصر عبر البحر الأحمر.

تآمر

وجدد البشير من العاصمة القطرية الدوحة أمس تحديه لقرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيفه، ووصف القرار بأنه معيب وحلقة من حلقات التآمر على السودان.

وقال في لقاء مع الجالية السودانية بقطر إن حكومته رفضت التعامل مع المحكمة الجنائية الدولية لأن السودان ليس عضوا فيها، مضيفا: أن "قرار الإحالة من مجلس الأمن إلى المحكمة غير جدير بالاحترام، لأنه ينص في بنده الثاني على استثناء المواطنين والعسكريين الأمريكيين من المثول أمام المحكمة".

وتابع: "إذا كانت هناك عدالة دولية فكان الأولى أن يقاد إليها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش لقتله مئات الآلاف في العراق وأفغانستان ودعمه لإسرائيل لقتل الأبرياء في فلسطين"، وأضاف: أن "الذي يرتكب الانتهاكات في جوانتانامو وأبو غريب ليس مؤهلا للحديث عن حقوق الإنسان".

وجدد تحديه لقرار المحكمة الجنائية الدولية قائلا إنه بعد زياراته لإريتريا ومصر وليبيا "ردد البعض أنه لن يستطيع السفر بعيدا"، في إشارة لزيارته لقطر ومشاركته في القمة العربية الـ21 التي اختتمت أعمالها الإثنين.

وسخر البشير من الاتهامات بارتكاب إبادة جماعية وتطهير عرقي في دارفور، ووصفها بأنها مصطلحات جديدة على الشعب السوداني وتتنافى مع قيمه وأخلاقه، قائلا إن النازحين كانوا يلجئون إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة "فهل الحكومة التي تقوم بتطهير عرقي يلجأ الناس إليها".

المبعوث الأمريكي

وعلى صعيد متصل، من المنتظر أن يقوم المبعوث الذي عينه الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى السودان بزيارته الأولى إلى هذا البلد.

ومن المقرر أن يزور جي سكوت جريشن، وهو جنرال سلاح الجو الأمريكي السابق، دارفور ثم جنوبي السودان ثم الخرطوم.

ومن المتوقع أن يطلب المبعوث الأمريكي من الرئيس السوداني إعادة المنظمات الإنسانية التي كانت تعمل في دارفور.

وكان السودان قد طرد 13 منظمة إغاثة إنسانية من الإقليم بعد اتهامها بالتجسس لصالح المحكمة الجنائية الدولية.

كما وصل إلى الخرطوم ثابو مبيكي، رئيس جنوب إفريقيا السابق ورئيس مجلس حكماء إفريقيا، على رأس وفد رفيع المستوى في زيارة تتعلق بملف المحكمة ومذكرة توقيف البشير.